يُعرف الكبار والكرام من محبة الناس لهم، فمحبة الناس دليل على محبة الله، وإذا أردت قياس هذه المحبة فانظرها في عين المحيطين بك عندما تترك مكانًا كنت فيه، أو منصبًا توليته، فالمناصب لا تدوم وهناك من يعرف ذلك فيعمل لهذا اليوم، فيترك محبته داخل كل شخص يتعامل معه.
هذا ما لمسته اليوم، في مقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في حفل يوم الوفاء للسيد “أسامة ياسين”، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وكيف ظل الجميع يصفق له، وكيف تقاطر الدمع من أعين الجميع، محبة لهذا الرجل الذي كان للجميع بمثابة الوالد، كان للجميع أبًا، وناصحًا، ومعلمًا، كان هادئًا وحكيمًا، جابرًا لخاطر الجميع، لم تربطني ثمة علاقة شخصية بالرجل، لكن محبة له زرعها الله في قلبي، لم أكن من المقربين منه، لكني أحببته كما لو والدي، فبكى اليوم في حفل تكريمه قلبي، لكنها سنة الحياة، ولكني وللحق أقول: أن الرجل كانت له مهابة بحنان وشفقة، كنت ترى فيه “الكاريزما” الحقيقية غير المصطنعة، لن أتحدث عن انجازاته، فقد قضى فترة طويلة استطاع فيها توسيع دائرة المنظمة، والوصول بها إلى مكانة عالية، ومتميزة.
أكتب كلماتي النابعة من قلبي بلا نفاق أو رياء، فلم يعد الرجل في منصبه، كما أنه لا يحتاج إلى كلماتي؛ لأن ما رآه اليوم من محبة الجميع، هو أكبر دليل وشاهد على هذه المحبة التى تعد أكبر دليل على محبة الله له، ففي الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض).
لقد كان الرجل إنسانًا بكل ما يحمله المفهوم الانساني من معاني الإنسانية الحقيقة، فكان يحب الجميع فأحبه الجميع، وكان يحترم الجميع، فاحترمه الجميع، كان يملك عطف الكبير على من يعول فاخلصوا له في محبتهم، كان الرجل شديد الغيرة على أعرق وأكبر مؤسسة دينية.
وختامًا اسأل الله تعالى أن يحفظه ويبارك في عمره.. دمت لنا أبًا
ولمجلس الإدارة الجديد برئاسة الدكتور عباس شومان، ونائبيه الدكتور سلامة داود، والسيد وائل بخيت السداد والتوفيق
Average Rating