كتبت-فاطمة فتوح
داخل غرفته جلس “عماد” يتفن في تقطيع جسد صديقه “عامر” مستخدًما ساطور، بعدما غافله بوابل طعنات عقب تناول كوب عصير وضع الزوجة فيه منومًا، حين تسلل “عامر” لمسكنهما من أجل أن يقيم علاقة غير شرعية مع زوجته “نادية” في الخفاء، وفي محاولة لإخفاء الجريمة وضعه في جوال ووزعه على صناديق قمامه كي لا يعرف أحد عنه شيئًا “قولت لمراتي تجيب صاحبي الشقة.. عشان اعاتبه وقطعته عشان عايز يعمل معاها حاجات عيب”.
في عام 2011، تزوج عماد من نادية رشوان، وظل عامر قريبًا منه، حيث كان يزورهما بانتظام في منزلهما، بينما في إحدى الليالي استضاف “عماد ع”، صديقه في منزله لتناول العشاء، حينها كانت زوجته نادية موجودة أيضًا، فطلب الضيف من صديقه “عماد” أن يخرج لمعاينة دراجته النارية الجديدة التي اشتراها للذهاب إلى مكان عملهما في محل بيع كشري، ما جعله يترك زوجته مع “عامر” في المنزل، وعقب عودته من معاينة دراجته صديقه، لاحظ الزوج شيئًا غير مُعتاد، وزوجته تبدو عليها مشاعر الإرتباك.
لم يرغب “عماد” أن يلوم زوجته أمام صديقه، وعقب انتهاء زيارته سألها عما دار بينهما، فأخبرته أن “عامر” حاول التحرش بها وأمسك يدها ما جعلها تشعر بالقلق، حكاية مغايرة دارت في عقل “عماد” نهايتها التخلص من صديق عمره، فطلب من زوجته “نادية” أن تتحدث هاتفيًا مع صديقه للتأكد من فعلته، المكالمة التي خطط لها الزوج أقر فيها “عامر” بصدق مشاعرة تجاه زوجة صديقه “عماد”.
انتهت مكالمة “عامر” و”نادية” على أن يتقابلا في مسكن الأخيرة حال غياب “عماد” كون الصديق يرغب في إقامة علاقة غير أخلاقية مع الزوجة، كل ما فعلته “نادية” بأمر من زوجها كان بمثابة دافع قوي لانتقام “عماد” من صديقه “عامر”، عندما تأكد من نوايا عامر الآثمة.
داخل شقتهما في ميت عقبة؛ اجتمع الزوجين وكان ثالثهما الشيطان، رسم “عماد” خطة مُحكمة للإيقاع بصديقه عامر في الفخ، طالبًا من زوجته أن تسلمه له للانتقام منه بشكل خاص، بأن تستدرجه لشقتها بحجة تنفيذ ما اتفقا عليه بشأن إقامة علاقة بينهما في الخفاء وأنهما سيخدران الزوج “المجني عليه قال لمراتي أنا هجيب برشام يخدر زوجك عشان نسهر سوا”.
مع غروب شمس 6 يونيو 2023 الماضي؛ أعد “عماد” العدة، اشتري عقار منوم “كلوزابكلس”، لتسهيل تنفيذ خطته في مواجهة “عامر” من قتل وغدر وتقطيع جسده إلى أشلاء، ومن ثم التخلص منه قطعًا في مقالب قمامة انتقامًا منه لما يحاول أن يفعله مع زوجته، في كوب عصير أعده “عماد” دس فيه المنوم واعطاه لزوجته بأن تستقبل به الصديق كواجب للضيافة، وعند دلوفه للشقة كان في انتظاره الموت.
وسط صالة الشقة جلسا “عماد” وصديقه “عامر”، وقبل أن ينفذ الأخير مخططه بتخدير الزوج، طلب الأول من زوجته أن تذهب بأولادها لمسكن شقيقتها، حينها فشل الصديق في خطته، بينما بدأ “عماد” في تنفيذ جريمته، شربا سويا عصير “الفراولة” بعد أن وضع له منومًا في الكوب، وحين بدأ مفعول العقار على صديقه غافله بسلاح أبيض “سكين” استله من المطبخ في الرقبة، حاول الأخير أن يستنجد بأحد إلا أن الأول أصر على قتله “خدته أوضة نومي وضربته 4 مرات”.
أمام جثة صديقه المسجاه في غرفة نومه، جلس “عماد” يتفنن في التخلص من جريمته “مكنتش عارف أنا هشيله إزاي بعد ما قتلته”؛ لم يجد “عماد” سبيلا سوى أنه يشتري ساطورًا بعدما راودته فكرة التقطيع، كي لاينكشف أمره أمام الجيران. وداخل أكياس بلاستيكيه وضع “عماد” صديقه بعدما أزال آثار الدماء من داخل غرفة نومه، بينما استأجر تروسيكل وتخلص من الجثة في مقلب قمامة في أرض اللواء وأوسيم كي لا يعرف أحد شيئًا عن الصديق.
لكن بعد الواقعة تم اكتشاف معالم الجريمة والقبض على المتهمين، حتى جرى إحالتهما إلى محكمة الجنايات، وعقب نظر القضية أدانت الدائرة الأولى جنايات العجوزة بمحكمة جنوب الجيزة، برئاسة المستشار مدحت فاروق خاطر، “عماد” بالإعدام شنقًا عقب ورود رأي المفتي في إعدامه لاتهامه بقتل صديقه وتقطيع جثمانه، بينما، عُقبت زوجته “نادية” بالحبس عامًا مع الشغل لاتهامها بخطف المجني عليه عن طريق التحايل واستدراجه لزوجها بحجة إقامة علاقة غير مشروعة.
Average Rating