المحافظةحول العالم

التطوع طاقة التغيير”.. ندوة لمجمع إعلام القليوبية حول بناء الإنسان

نظّم مجمع إعلام القليوبية، اليوم الأثنين، ندوة تثقيفية تحت عنوان «التطوع طاقة تغيير للمستقبل»، وذلك بقاعة مجلس مدينة شبين القناطر، بالتعاون مع مديريات الأوقاف والتربية والتعليم ووحدة السكان بمحافظة القليوبية، في إطار الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار «مجتمعنا مسؤوليتنا»، بهدف نشر ثقافة العمل التطوعي وتعزيز دوره في بناء المجتمع باعتباره طاقة حقيقية للتغيير وصناعة مستقبل أفضل، بما ينعكس إيجابًا على الفرد والمجتمع، ويسهم في إعداد أجيال قادرة على تحمّل المسؤولية والمشاركة الفعّالة في بناء الوطن، وذلك تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي، رئيس قطاع الإعلام الداخلي.

وشارك في الندوة كل من: الدكتور محمد السيد ليلة، رئيس مجلس مركز ومدينة شبين القناطر، والأستاذ إيهاب نور، مدير مكتب نائب المحافظ ومدير الاتصال السياسي ووحدة السكان بمحافظة القليوبية، والأستاذة ولاء صلاح الدين زكي، مدير مكتب التواصل المجتمعي بديوان عام محافظة القليوبية، وفضيلة الشيخ جمال عبد الحفيظ عبد الظاهر، مدير عام بإدارة أوقاف شرق شبين القناطر، وأدار اللقاء، ليلى محمد مسعد، أخصائي إعلام بمجمع إعلام القليوبية.

 

واستهلت اللقاء ريم حسين عبد الخالق، مدير مجمع إعلام القليوبية، بكلمة أكدت خلالها أن ثقافة التطوع تمثل حجر الأساس في بناء المجتمعات القادرة على التقدم ومواجهة التحديات، باعتبارها ترجمة حقيقية لقيم العطاء والانتماء والمسؤولية المجتمعية. وأشارت إلى أن غرس ثقافة التطوع في نفوس الأفراد، خاصة النشء والشباب، يسهم في صناعة مواطن واعٍ بدوره تجاه وطنه، وقادر على تحويل الإحساس بالمسؤولية إلى فعل إيجابي يغير الواقع ويصنع المستقبل، مؤكدة أن الأمم لا تنهض بالموارد وحدها، بل بسواعد أبنائها المؤمنين بقيمة العمل التطوعي كطاقة متجددة للتنمية والتغيير.

 

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد السيد ليلة أن العمل التطوعي يُعد أحد أهم أدوات التنمية المجتمعية، لما له من دور فاعل في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ودعم جهود الدولة في تنفيذ المشروعات القومية والمحلية. وأوضح أن مشاركة المواطنين، خاصة الشباب، في المبادرات التطوعية تعكس وعيهم الوطني وإحساسهم بالمسؤولية تجاه مجتمعهم، مشددًا على أهمية دور المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال المبادرات الجادة التي تستهدف خدمة المواطن وتحقيق الصالح العام.

 

وفي السياق ذاته، أوضح الأستاذ إيهاب نور أن التطوع تجربة تُعيد تشكيل شخصية الإنسان من الداخل، إذ تعلّمه معنى العطاء دون انتظار مقابل، وتزرع فيه الإحساس بالمسؤولية والثقة بالنفس، فيتحول من فرد ينشغل بذاته فقط إلى إنسان واعٍ بدوره في مجتمعه. وأضاف أن المتطوع يكتسب مع كل تجربة تطوعية مهارات وخبرات تجعله أكثر نضجًا وقدرة على القيادة والتأثير، مؤكدًا أن التطوع يمثل ركيزة أساسية في خطط التنمية بالدولة، لما يقدمه من طاقات بشرية واعية تساند المشروعات التعليمية والصحية والبيئية، وتُسهم في تسريع تحقيق الأهداف التنموية بأقل التكاليف، ليصبح التطوع وسيلة لبناء الإنسان والمجتمع معًا.

 

ومن جانبها، أشارت الأستاذة ولاء صلاح الدين إلى أن التطوع يُعد صورة حقيقية من صور الشراكة المجتمعية التي تعكس وعي المواطنين وحرصهم على المشاركة في حل المشكلات المجتمعية. وأوضحت أن التواصل المجتمعي الفعّال يسهم في تحديد احتياجات المجتمع بدقة، وتحويلها إلى مبادرات تطوعية قابلة للتنفيذ، لافتة إلى أن العمل التطوعي يعزز قيم التعاون والتكافل الاجتماعي، ويبني جسور الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، كما يعمل على تنمية القدرات الذاتية للمتطوعين. وأكدت أن الدول التي حققت نهضة حقيقية لم تعتمد على الحكومات وحدها، بل آمنت بدور المجتمع المدني كشريك أصيل في التنمية، وأن التطوع طاقة قادرة على تغيير الحاضر وصناعة المستقبل.

 

 

وفي ختام الندوة، تناول فضيلة الشيخ جمال عبد الحفيظ عبد الظاهر الحديث عن البعد الديني للعمل التطوعي، مؤكدًا أنه قيمة إنسانية ودينية أصيلة حثت عليها الشريعة الإسلامية، وجعلتها من أعظم صور البر والإحسان. وأوضح أن التطوع يرسخ معاني الرحمة والتكافل بين أفراد المجتمع، ويسهم في تخفيف معاناة المحتاجين ونشر روح المحبة والسلام، مشددًا على أن خدمة المجتمع من خلال العمل التطوعي تُعد واجبًا وطنيًا ودينيًا، مع ضرورة الإخلاص في العمل واحتساب الأجر عند الله لما لذلك من أثر كبير في بناء مجتمع متماسك وقوي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى